طريق الشعر ليس مفروشاً بالورود أمام المرأة في محافظة حضرموت اليمنية، بل إنه إلى فترة من الفترات كان طريقاً شائكاً يتطلب من المبدعة النضال والنفس الطويل.فعلى مدى عشر سنوات والشاعرة اليمنية "منى بن عيدان "تكتب وتقول الشعر مُتخفية وراء اسم مستعار هو "زهرة حضرموت " والسبب "ثقافة العيب "!
إلاّ أن الشاعرة الشعبية لم تستسلم أو ترفع الراية البيضاء ،بل واصلت طريق الشعر.تعترف أنها بدأت المشوار من داخل الجدران الأربعة ،لكنها اليوم تطل على جمهورها من الشاشة الصغيرة والهواء الطلق . أكثر ما يُسعدها هو أن المجتمع أصبح ينظر لها "كشاعرة " وليس "كامرأة " !وكالة أنباء الشعر العربي التقت منى بن عيدان وخرجت بهذه الحصيلة.
بدأت من المدرسة
· متى بدأت علاقتك مع الشعر؟
- بدأت محاولاتي لإلقاء الشعر وأنا في مراحل دراساتي الأولى، قبل نحو 17 عاماً وكنت عادة ما أشارك في أي فعاليات ثقافية تنظمها المدرسة في محافظة حضرموت.
· هل للبيئة التي نشأت فيها دور في اتجاهك الشعري؟
- أستطيع القول أن البيئة الشعرية التي عشت فيها ساهمت كثيراً في ميلاد موهبتي الشعرية، فقد نشأت في أسرة معظم أفرادها يقولون الشعر الشعبي والفصيح وعلى رأسهم المرحوم جدي عبود راشد بن عيدان، الذي حفظتُ عنه الكثير من الأشعار.
· هل تأثرت بشعراء مُعينين؟
- خلال بداياتي قرأت الكثير من الأشعار لعدد من الشعراء اليمنيين الذين تأثرت بهم، أمثال الشاعر الكبير عبدالله البردوني وعبدالقادر الكاف وحسين أبوبكر المحضار ومحمد محمود الزبيري.
• نلاحظ أن معظم قصائدك يغلب عليها لون الشعر الشعبي، ردك؟
- أنا عادة أقول الشعر الشعبي والفصيح، وإن كانت معظم قصائدي شعر شعبي.
أميل الى الشعر الشعبي
· أيهما قدمك أكثر إلى الجمهور؟
- بصراحة الشعر الشعبي، فهو الأكثر قُرباً من قلبي ويعود إليه الفضل في شهرتي، وأنا أفضله لجمهوره الواسع في اليمن وكذا لأنه سهل الفهم ويرتبط بالشعر الغنائي أكثر من الفصيح.
· أسأل عن أول قصيدة للشاعرة منى بن عيدان؟!
- أول قصيدة لي حملت عنوان "شوقي للمكلا" وهي قصيدة غنائية.
· ما هو جديدك القادم؟
- مشروعي القادم هو إصدار ديوان شعري بعنوان "ورود وأشواق"
متضمناً نحو 120 قصيدة، والديوان يُعد باكورة إنتاجي الشعري.
ثقافة العيب
· بحكم أنك نشأت في مجتمع تحكمه "ثقافة العيب" وعادات وتقاليد
صارمة.. كيف تجاوزت هذه الأسوار؟
- عانيت كثيراً في بداية مشواري واصطدمت بالكثير من الصعوبات والحواجز الاجتماعية، فبدأت قول الشعر بنوع من السرية ولا أجهر به أمام الجميع، بحكم فهم ونظرة المجتمع للمرأة الشاعرة، خاصة الرجال، حيث تتفاجأ بمفاهيم وردود أفعال خاطئة، فتسمع هذا يقول "هذه البنت جريئة" وآخر يقول "هذه البنت منفتحة" ووو... لكني لم أستسلم لمثل هذه الأصوات وواصلت قول الشعر، إلى أن فرضت نفسي بكل احترام وجعلت الجميع أمام الأمر الواقع، حيث بدأت ألمس تقبل كبير لإشعاري من العديد من النساء والرجال.
· أين الأسرة والوسط الثقافي من كل ذلك؟
- أسرتي كانت تشجعني في البداية وإن كان بشكل "خجول" وتحفظها كان عندما أرغب في المشاركة بالمهرجانات الثقافية بحكم أني بنت. راضية!
· هل الشاعرة منى بن عيدان راضية عن مشوارها إلى الآن؟
- لا أكون مبالغة إذا قلت، أني أشعر بسعادة كبيرة لما وصلت إليه، على الرغم من تواضع نتاجاتي الشعرية، ولكن الإنجاز الأكبر لي هو أنني انتصرت على العادات والتقاليد التي تحد من انطلاق المبدع خاصة المبدعة، وأصبحت لي مشاركاتي المحلية الواسعة، أقول الشعر عبر أثير الإذاعة وشاشة التلفزيون دون خجل أو تحرج، بدلاً من قول الشعر داخل الجدران الأربعة وكأنه شيء محرم والمهم في كل هذا أن المجتمع أصبح ينظر لي بأني شاعرة وليس امرأة، محرم عليها الكلام والخروج ووو!!
· كيف وجدت نظرة الوسط النسائي لك كشاعرة؟
- على العكس لم ألق من النساء سوى التشجيع والدعم في البداية أكثر من الرجال وأعطيتُ العديد من الفنانات قصائد غنائية، لذا علاقتي بالنساء نمت أكثر كوني عضو في جمعية الشعراء الشعبيين وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وجمعية الفنانين بحضرموت.
· الفنانات فقط؟!
- لا، هناك تعاون بيني وبين عدد من الفنانين، حيث غنٌّى لي العديد من الفنانين،أمثال سعيد الخمبشي وعارف فرج وعلي بن بريك، ولديَّ أعمال مشتركة سوف تنزل قريباً بالدول المجاورة.
· موضوعات قصائدك الشعرية على ماذا تركز؟
- عادة قصائدي الشعرية تتناول مجالات الغزل والعاطفة وقضايا اجتماعية مختلفة.
غير صحيح!
· هناك من يتهمك بأنك تخاصمين قضايا المرأة؟
- هذا غير صحيح، جزء كبير من قصائدي تتناول هموم وتطلعات المرأة في حضرموت بصفة خاصة والمرأة اليمنية بصفة عامة.
فتناولت هموم الفتاة الريفية، وقضايا تعليم الفتاة، والتطور الذي لامس حياة المرأة وغيرها من القضايا الاجتماعية المرتبطة بالمرأة.
· الشاعرات الشعبيات على الساحة الثقافية اليمنية قليلات، لماذا؟
- أنا لا أوافقك الرأي في ذلك، فعلى سبيل المثال، هناك عشرات الشاعرات الشعبيات في حضرموت، لكنهن محصورات ومهمشات لسبب أو لآخر، ذاتي أو اجتماعي أو إعلامي.
بدأت باسم مستعار!
· "منى بن عيدان" تخفت فترة طويلة في بداية مشوارها وراء اسم مستعار "زهرة حضرموت" لماذا؟!
- هذا صحيح، فعلى مدى نحو عشر سنوات وأنا أكتب بالصحافة وأقول الشعر باسم "زهرة حضرموت" والسبب في ذلك راجع أولاً إلى العادات والتقاليد وثانياً لأن مجالي كان أكثر الشعر الغنائي الذي يتغنى في كل مكان في الزواج وغيره، لذا فضلت الاختفاء خلف "زهرة حضرموت" تفادياً للسؤال عن صاحبة هذا الشعر، خاصة في احتفالات الرجال.
المبدعة عدو نفسها
· من المسئول عن اختفاء وانسحاب العديد من المبدعات من الساحة الثقافية اليمنية؟
- في معظم الحالات تكون المبدعة هي عدوة نفسها لأنها تستلم سريعاً للضغوط والعادات والتقاليد والإبداع في مجتمعنا اليمني والعربي يحتاج إلى جرأة وإصرار وعزيمة.
· أين النقاد من المبدعة اليمنية؟
- لا توجد في اليمن أي حركة أو نشاط نقدي بالمعنى المتعارف عليه، بهدف الاستفادة منه!
· الشاعرة منى بن عيدان.. أترك لكِ حرية إنهاء هذا اللقاء.. ماذا تقولين؟
-
إلاّ أن الشاعرة الشعبية لم تستسلم أو ترفع الراية البيضاء ،بل واصلت طريق الشعر.تعترف أنها بدأت المشوار من داخل الجدران الأربعة ،لكنها اليوم تطل على جمهورها من الشاشة الصغيرة والهواء الطلق . أكثر ما يُسعدها هو أن المجتمع أصبح ينظر لها "كشاعرة " وليس "كامرأة " !وكالة أنباء الشعر العربي التقت منى بن عيدان وخرجت بهذه الحصيلة.
بدأت من المدرسة
· متى بدأت علاقتك مع الشعر؟
- بدأت محاولاتي لإلقاء الشعر وأنا في مراحل دراساتي الأولى، قبل نحو 17 عاماً وكنت عادة ما أشارك في أي فعاليات ثقافية تنظمها المدرسة في محافظة حضرموت.
· هل للبيئة التي نشأت فيها دور في اتجاهك الشعري؟
- أستطيع القول أن البيئة الشعرية التي عشت فيها ساهمت كثيراً في ميلاد موهبتي الشعرية، فقد نشأت في أسرة معظم أفرادها يقولون الشعر الشعبي والفصيح وعلى رأسهم المرحوم جدي عبود راشد بن عيدان، الذي حفظتُ عنه الكثير من الأشعار.
· هل تأثرت بشعراء مُعينين؟
- خلال بداياتي قرأت الكثير من الأشعار لعدد من الشعراء اليمنيين الذين تأثرت بهم، أمثال الشاعر الكبير عبدالله البردوني وعبدالقادر الكاف وحسين أبوبكر المحضار ومحمد محمود الزبيري.
• نلاحظ أن معظم قصائدك يغلب عليها لون الشعر الشعبي، ردك؟
- أنا عادة أقول الشعر الشعبي والفصيح، وإن كانت معظم قصائدي شعر شعبي.
أميل الى الشعر الشعبي
· أيهما قدمك أكثر إلى الجمهور؟
- بصراحة الشعر الشعبي، فهو الأكثر قُرباً من قلبي ويعود إليه الفضل في شهرتي، وأنا أفضله لجمهوره الواسع في اليمن وكذا لأنه سهل الفهم ويرتبط بالشعر الغنائي أكثر من الفصيح.
· أسأل عن أول قصيدة للشاعرة منى بن عيدان؟!
- أول قصيدة لي حملت عنوان "شوقي للمكلا" وهي قصيدة غنائية.
· ما هو جديدك القادم؟
- مشروعي القادم هو إصدار ديوان شعري بعنوان "ورود وأشواق"
متضمناً نحو 120 قصيدة، والديوان يُعد باكورة إنتاجي الشعري.
ثقافة العيب
· بحكم أنك نشأت في مجتمع تحكمه "ثقافة العيب" وعادات وتقاليد
صارمة.. كيف تجاوزت هذه الأسوار؟
- عانيت كثيراً في بداية مشواري واصطدمت بالكثير من الصعوبات والحواجز الاجتماعية، فبدأت قول الشعر بنوع من السرية ولا أجهر به أمام الجميع، بحكم فهم ونظرة المجتمع للمرأة الشاعرة، خاصة الرجال، حيث تتفاجأ بمفاهيم وردود أفعال خاطئة، فتسمع هذا يقول "هذه البنت جريئة" وآخر يقول "هذه البنت منفتحة" ووو... لكني لم أستسلم لمثل هذه الأصوات وواصلت قول الشعر، إلى أن فرضت نفسي بكل احترام وجعلت الجميع أمام الأمر الواقع، حيث بدأت ألمس تقبل كبير لإشعاري من العديد من النساء والرجال.
· أين الأسرة والوسط الثقافي من كل ذلك؟
- أسرتي كانت تشجعني في البداية وإن كان بشكل "خجول" وتحفظها كان عندما أرغب في المشاركة بالمهرجانات الثقافية بحكم أني بنت. راضية!
· هل الشاعرة منى بن عيدان راضية عن مشوارها إلى الآن؟
- لا أكون مبالغة إذا قلت، أني أشعر بسعادة كبيرة لما وصلت إليه، على الرغم من تواضع نتاجاتي الشعرية، ولكن الإنجاز الأكبر لي هو أنني انتصرت على العادات والتقاليد التي تحد من انطلاق المبدع خاصة المبدعة، وأصبحت لي مشاركاتي المحلية الواسعة، أقول الشعر عبر أثير الإذاعة وشاشة التلفزيون دون خجل أو تحرج، بدلاً من قول الشعر داخل الجدران الأربعة وكأنه شيء محرم والمهم في كل هذا أن المجتمع أصبح ينظر لي بأني شاعرة وليس امرأة، محرم عليها الكلام والخروج ووو!!
· كيف وجدت نظرة الوسط النسائي لك كشاعرة؟
- على العكس لم ألق من النساء سوى التشجيع والدعم في البداية أكثر من الرجال وأعطيتُ العديد من الفنانات قصائد غنائية، لذا علاقتي بالنساء نمت أكثر كوني عضو في جمعية الشعراء الشعبيين وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وجمعية الفنانين بحضرموت.
· الفنانات فقط؟!
- لا، هناك تعاون بيني وبين عدد من الفنانين، حيث غنٌّى لي العديد من الفنانين،أمثال سعيد الخمبشي وعارف فرج وعلي بن بريك، ولديَّ أعمال مشتركة سوف تنزل قريباً بالدول المجاورة.
· موضوعات قصائدك الشعرية على ماذا تركز؟
- عادة قصائدي الشعرية تتناول مجالات الغزل والعاطفة وقضايا اجتماعية مختلفة.
غير صحيح!
· هناك من يتهمك بأنك تخاصمين قضايا المرأة؟
- هذا غير صحيح، جزء كبير من قصائدي تتناول هموم وتطلعات المرأة في حضرموت بصفة خاصة والمرأة اليمنية بصفة عامة.
فتناولت هموم الفتاة الريفية، وقضايا تعليم الفتاة، والتطور الذي لامس حياة المرأة وغيرها من القضايا الاجتماعية المرتبطة بالمرأة.
· الشاعرات الشعبيات على الساحة الثقافية اليمنية قليلات، لماذا؟
- أنا لا أوافقك الرأي في ذلك، فعلى سبيل المثال، هناك عشرات الشاعرات الشعبيات في حضرموت، لكنهن محصورات ومهمشات لسبب أو لآخر، ذاتي أو اجتماعي أو إعلامي.
بدأت باسم مستعار!
· "منى بن عيدان" تخفت فترة طويلة في بداية مشوارها وراء اسم مستعار "زهرة حضرموت" لماذا؟!
- هذا صحيح، فعلى مدى نحو عشر سنوات وأنا أكتب بالصحافة وأقول الشعر باسم "زهرة حضرموت" والسبب في ذلك راجع أولاً إلى العادات والتقاليد وثانياً لأن مجالي كان أكثر الشعر الغنائي الذي يتغنى في كل مكان في الزواج وغيره، لذا فضلت الاختفاء خلف "زهرة حضرموت" تفادياً للسؤال عن صاحبة هذا الشعر، خاصة في احتفالات الرجال.
المبدعة عدو نفسها
· من المسئول عن اختفاء وانسحاب العديد من المبدعات من الساحة الثقافية اليمنية؟
- في معظم الحالات تكون المبدعة هي عدوة نفسها لأنها تستلم سريعاً للضغوط والعادات والتقاليد والإبداع في مجتمعنا اليمني والعربي يحتاج إلى جرأة وإصرار وعزيمة.
· أين النقاد من المبدعة اليمنية؟
- لا توجد في اليمن أي حركة أو نشاط نقدي بالمعنى المتعارف عليه، بهدف الاستفادة منه!
· الشاعرة منى بن عيدان.. أترك لكِ حرية إنهاء هذا اللقاء.. ماذا تقولين؟
-