تنبيه لمسألة: (هل الإيمان مخلوق أم غير مخلوق؟) تفرعت هذه المسألة من مسألة خلق القرآن التي ابتدعها أهل البدع والأهواء. وأهل السنة والجماعة: اتفقوا على أن القرآن كلام الله تعالى؛ منزل غير مخلوق، والله – سبحانه – لم يزل متكلماً إذا شاء، وكلامه لا نهاية له؛ وهم بهذا أثبتوا ما أثبته الكتاب والسنة، ومن اتبع الوحيين فقد أصاب؛ فعليها إن كان المراد من الإيمان شيئاً من صفات الله تعالى وكلامه، كقول (لا إله إلا الله) فهو غير مخلوق. وإن كان المراد منه شيئاً من أفعال العباد وصفاتهم؛ فالعباد كلهم مخلوقون، وجميع أفعالهم وصفاتهم مخلوقة. .
الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة عبدالله بن عبدالحميد الأثري - ص109
قوله "والقول في الإيمان مخلوق أو غير مخلوق بدعة". أيضا هذه المسألة متعلقة بالمسائل السابقة؛ لأن الجهمية قالوا: "الإيمان مخلوق"، وأرادوا بذلك كلام الله - عز وجل - وأرادوا بذلك الإيمان الذي منه اسم الله - عز وجل - "المؤمن"، ولهذا لا يقال: "الإيمان مخلوق ولا غير مخلوق"، إن كان المقصود به أسماء الله - عز وجل - وصفاته فهذا غير مخلوق، وإن كان المقصود به الذي هو فعل العبد كالصلاة، الحج، الزكاة، التي هي من الإيمان، قول لا إله إلا الله، فهذا لا شك أنه مخلوق، نعم.
شرح الفتوى الحموية لحمد التويجري
قال سيدنا الإمام أحمد - رضي الله عنه -: من قال: الإيمان مخلوق كفر، ومن قال: غير مخلوق ابتدع. فقيل: بالوقف مطلقا، وقيل: أقواله قديمة وأفعاله مخلوقة. قال ابن حمدان في نهاية المبتدئين: وهو أصح، ونقله عن ابن أبي موسى وغيره. ونقل الإمام الحافظ ابن رجب في طبقات الأصحاب في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي - قدس الله روحه - ما لفظه قال: روي عن إمامنا أحمد - رضي الله عنه - أنه قال: من قال: الإيمان مخلوق فهو كافر، ومن قال: قديم فهو مبتدع. قال الحافظ عبد الغني: وإنما كفر من قال بخلقه ; لأن الصلاة من الإيمان، وهي تشتمل على قراءة وتسبيح وذكر الله - عز وجل - ومن قال بخلق ذلك كفر، وتشتمل على قيام وقعود وحركة وسكون ومن قال بقدم ذلك ابتدع. انتهى بحروفه، والله - تعالى – الموفق
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لمحمد بن أحمد السفاريني – 1/446
الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة عبدالله بن عبدالحميد الأثري - ص109
قوله "والقول في الإيمان مخلوق أو غير مخلوق بدعة". أيضا هذه المسألة متعلقة بالمسائل السابقة؛ لأن الجهمية قالوا: "الإيمان مخلوق"، وأرادوا بذلك كلام الله - عز وجل - وأرادوا بذلك الإيمان الذي منه اسم الله - عز وجل - "المؤمن"، ولهذا لا يقال: "الإيمان مخلوق ولا غير مخلوق"، إن كان المقصود به أسماء الله - عز وجل - وصفاته فهذا غير مخلوق، وإن كان المقصود به الذي هو فعل العبد كالصلاة، الحج، الزكاة، التي هي من الإيمان، قول لا إله إلا الله، فهذا لا شك أنه مخلوق، نعم.
شرح الفتوى الحموية لحمد التويجري
قال سيدنا الإمام أحمد - رضي الله عنه -: من قال: الإيمان مخلوق كفر، ومن قال: غير مخلوق ابتدع. فقيل: بالوقف مطلقا، وقيل: أقواله قديمة وأفعاله مخلوقة. قال ابن حمدان في نهاية المبتدئين: وهو أصح، ونقله عن ابن أبي موسى وغيره. ونقل الإمام الحافظ ابن رجب في طبقات الأصحاب في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي - قدس الله روحه - ما لفظه قال: روي عن إمامنا أحمد - رضي الله عنه - أنه قال: من قال: الإيمان مخلوق فهو كافر، ومن قال: قديم فهو مبتدع. قال الحافظ عبد الغني: وإنما كفر من قال بخلقه ; لأن الصلاة من الإيمان، وهي تشتمل على قراءة وتسبيح وذكر الله - عز وجل - ومن قال بخلق ذلك كفر، وتشتمل على قيام وقعود وحركة وسكون ومن قال بقدم ذلك ابتدع. انتهى بحروفه، والله - تعالى – الموفق
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لمحمد بن أحمد السفاريني – 1/446